الجمعة، 8 يونيو 2012

تجربة ما (بتالة)


بسم الله الرحمن الرحيم
السيد /الأستاذ الكبير عثمان ميرغني
سلام من الله عليكم ...
تجربة ما (بتالة)
كتب صحافي في صحيفة آخر اللحظة تحت عنوان "كلام جرايد"أن صحف آخر لحظة والسوداني وأجراس الحرية نشرت
 بتاريخ 26/7/2010م معا إعلانا جاء فيه " سدود الجنوب دعامة للتنمية وترسيخا للوحدة" وبكى على ما آلت إليه اللغة العربية في الصحف السيارة  ثم قرأت في صحيفة الخرطوم بتاريخ 16/8/2010م لكاتب كبير يحمل الدكتوراه قوله "وليس في ذلك عيبا."ثم قرأت جريدة أمواج (a pity case) مقرفة ومؤسفة فشيمة أهل الدار الرقص.....  
نكأ ذلك جراحات في فؤادي وآلمني ما يسلح ويسح  في روضتكم  بحرمكم المكرم  وكنت نأيت عنه أمدا نويته سرمدا فأبى فرأيت من حيث أدري و لا أدري أن أواصل صاحبة العمود قفا نبكي فتناولت صحيفتي لأيا فطرفت الباب حولا ثم طرقته على أين وكان بعنوان "أوجاع سودانية" بتأريخ 4/8/2010م فوجدت إياها وأرجو أن تسمح لي أن أقدم بين يديك نتاجها وقد تركت داعي اللبن  فلم أجهده..
1-               ابنتي تقول "كنت أتسكع بين صحف الأمس عندما استوقفتني مناشدة مقتضبة .." التسكع في اللغة يعني التمادي في الضلال و"بين" يعني وسط شيئين ولعل الأستاذة تريد أن تقول "كنت أتجول في صحف الأمس..."
2-               تقول الأستاذة :" أدعوك بكامل قواي القلبية إلى وجبة من الوجع السوداني..القوة للعقل فأما الوجدان للقلب ولكن سدنة القانون يرددون العمر كله "بكامل قواي العقلية" فيعتقدون أن عبارة "بكامل قواي" تصلح مضافا لجميع الأسماء في اللغة العربية..
3-               كتبت الأستاذة: " حكايتها واحدة من تلك الحكايات التي تجعلك تدرك كيف وكم أن الواقع هو جندي الإلهام المجهول في روايات كل الأدباء .." اعتقلت الأستاذة "كيف" و "كم" اعتقال الترابي لهوا  ذر الرماد في العيون وحشرتهما في الكلام لغوا و "كم" أداة خبرية أو استفهامية تتطلب جوابا وأما "كيف" أداة استفهامية تتطلب جوابا ولا محل لهما فى قضاياها.. الأستاذة كثيرا ما تجهل معاني وأغراض الأسماء وقوانين استعمالها في إنشاء الكلام فيأتي الكلام ركيكا مهلهلا يستعصى فهمه ..فمثلا لا يفصل المضاف إليه المعرف من المضاف النكرة فلا نقول : "روايات كل الأدباء" وإنما نقول : "روايات الأدباء كلها أو (كلهم)" حسب ما نشاء...وهي ربما تقصد أن تقول :" حكايتها واحدة من تلك الحكايات التي تجعلك تدرك أن الواقع هو الذي يثري الإلهام في روايات الأدباء كلها.."
4-               تقول الأستاذة :" ثم ما أن مرت الأيام والشهور حتى انبثق السؤال التقليدي.."           
تدخل "إن" و "حتى" على المضارع فقط وهي أدوات نصب للفعل المضارع..فنقول :"ثم ما أن تمر الأيام والشهور حتى ينبثق السؤال التقليدي.."
5-               تقول الأستاذة :" كل الأدباء الذين لا يفعلون شيئا سوى أنهم يذرون ملح الخيال في ثريد الواقع.." هناك مبتدأ لا خبر له ثم تتكلم عن الواقع وتنسى الوجع وظني إنها تريد أن تقول :"كل الأدباء لا يفعلون شيئا سوى أنهم يذرون ملح الخيال في ثريد الوجع.."
6-               تقول الأستاذة :"يتحذلق النقاد مشيدين بسعة خيالاتهم في صنع حبكات التراجيديا الباهرة.." حبكة جمعها حبك ضم ففتح أو حبائك...وأما التراجيدية الباهرة فلا تعليق لي ولكن أتساءل ما الفرق بين الأستاذة وقريبي أدروب الذي لم تصقله الجامعات وما استعصى عليها والذي ذهب يعزي أهل الميت في العمارات بالخرطوم فقالوا له إن المرحوم توفى فى لندن ووصل جثمانه المطار بالطائرة الآن فقال لهم :" راهات ". وهل سمعت بالتراجيديا الباهرة البهية الخيرة قط ؟
7-               تقول الأستاذة :" دخلت صاحبة الحكاية في عالم البيع بالكسر.." ولعلها تقصد صاحبة المشكلة ورئيس الجمهورية لا يجلس بالقصر ليسمع الحكايات ...
8-               تقول الأستاذة :"أن يغلبها شريك العمر بالمال وأن تغلبه هي بالعيال.."
الزواج تكامل وليس نزاعا بين غالب ومغلوب ولعل الأستاذة تريد أن تقول :" يغمرها بالمال منالا وتنصره بالرجال مآلا...
9-               تقول الأستاذة :" فاضحت لا زوج ولا مال ولا بنين.." والصواب " بنون " فلا نافية تعمل عمل ليس..
10-         تتحدث ابنتي عن الطلاق و "الضر" وتقول :" وذلك أضعف الإيمان " وحسب سياق الكلام أن تقول :" وذلك أبغض الحلال " بل " هذا أبغض الحلال ." وما أدري علاقة الإيمان بالطلاق والضر..وتحجب الضر بين قوسين عن اللغة العربية.. أحرام على بلابله حلال على الطير من كل جنس أم ( اللوم والشكر واحد على السجمان؟ ) 
11-   تقول الأستاذة :"كانت تشتري البضائع بالكاش وتبيع بالخسارة حتى تتمكن تغطية نفقات العلاج الباهظ التكاليف." إنني أصدق ذلك والسودان بلد العجائب  ولكن الاقتصاديين لن يصدقوا إنها كانت تشتري بالكاش وتبيع بالخسارة وأهل القانون    يجهلون الاقتصاد مع أنه أسهل من القانون فلا يفرقون بين (cost)  و (expenditure   فأما سيبيوية يقول الصفة تتبع الموصوف في التأنيث والتذكير  فنقول :"نفقات العلاج الباهظة التكاليف.......
إذا قالت حذام فصدقوها    فأن القول ما قالت حذام
12-         تقول الأستاذة:"ثم حلت عليها ثالثة الأثافي ." ويقول العرب :"رميت بثالثة الأثافي." وفي الذكر الحكيم :"ترميهم بحجارة من سجيل." وثالثة الأثافي هو الجبل يتخذونه ثفية عندما لا يجدون ثفية ثالثة يضعونها تحت القدر والأثافي هي الحجارة ..وثالثة الأثافي هو الجبل أو المصيبة الكبرى ..وأما قولها :" حلت عليها ." لعل الشايقية التي لم يدعمها دافع الضرائب لتدرس في الجامعات كانت الأفصح حين تغني :" حل بي اللوري." فكانت تدري معاني الحروف وصاحب الخلاصة يقول:
                كلامنا لفظ مفيد كأستقم       وأسم وفعل ثم حرف الكلم
13-         تقول الأستاذة:" فماذا يفعل رجل بعقلية زوج نمطي في مجتمع ذكوري." هذه جملة تجمع جملة من الأخطاء نحوي ولغوي وعلمي معا..النسبة إلى الجمع يكون لمفرده عدا العلمية وما جرى مجراها كأنماري وأنصاري بالتوالي فنقول مجتمع ذكري  ولا نقول ذكوري وأما إذا نسبنا إلى المذاكير فنقول مجتمع مذاكيري إذ لا يوجد مفرد من لفظه وأما الخطأ اللغوي قولها "بعقلية زوج نمطي" كلام فيه عجمة غير مبين..أنمطي مستهتر؟ أم نمطي متطرف؟ وخير الأنماط أوسطها ..وأما الخطأ في العلم فهناك علم يسمي الأنثروبولوجيا(Anthropology) متفرع من الفلسفة وسدنة هذا العلم يسمون المجتمع الذي يسود فيه ابن الولد وابن الأخ بالمجتمع الأبوي (paternal society)(كالمجتمعات العربية) والذي تقصده الأستاذة وتسميه المجتمع الذكوري..وأما نحن البجاة العجم مجتمع يسود فيه ابن البنت وابن الأخت وما أدري ما يفتحه الله من اسم معنوي على الأستاذة فتجعله اسما لمجتمعنا البجاوي..أما علماء هذا العلم يطلقون علينا اسم المجتمع الأموي(maternal society)...هذا وإن البجا وخاصة قبيلتي الهدندوا أكثر قبائل الشرق نفرا وأوفرهم ديارا وأعطرهم ذكرا وأقصرهم عمرا مجتمع أموي ننتسب إلى أمنا "هجات" لقب يعني ”الأسدة" أي الفارسة واسمها فاطمة فنسمي انفسنا (آل هجات) وبالبداويت (هجات جوا) وينحت الأسم (هجنجوا) ثم إلى هدندوا..وتأكيدا على إننا مجتمع عجمي أموي أقمنا قبر امنا (هجات) فوق قمة جبل عال شمال قرية هيا (القرية التي درس فيها والي الخرطوم الحالي) وجعلنا قبور زوجها وأبنائها في حضيض الجبل..إذا أراد سيادتكم أن يوقرني لا تناديني باسمي محمود بل بكنيتي (أبو سلوى) ويزداد الرأس حجما..وأما إذا سألتني :لماذا أنتم الهدندوة  تنكرون ذكر اسم الوالدة دونه القتاد بينما تنتسبون الى امرأة والاسم فاضح لكم؟ والجواب:هذا انقلاب اجتماعي كالانقلابات العسكرية عندكم..ونظارة الهدندوا انتقلت إلى آل ترك أمويا لا عن أرث في سيف أو سجادة أو عصا ثم احتفظوا بها أبويا..
أخي عثمان أخشى أن تعلم الأستاذة أن الهدندوا مجتمع تسود فيه المرأة وتتسكع وراء الأكمة وتكتب الهدندوا مجتمع أناتي أو مجتمع بظورى أو بظرى نظير(homologous) للذكوري أو الذكري أو المذاكيري..        
ولا نملك نحن الهدندوا العجم المجتمع الأموي إلا أن نناشد سيادتكم والبوني أن تجعلوا بيننا وبين الأستاذة سدا لا تستطع أن تنقبه أو تظهره فتفضحنا في الداخل والعالم الخارجي وأن كانت تحدثني فراستي أنكم ضرائب لقريبي أدروب الذي زف الى المقصلة وأزلف إليه الموت وسأله الصحافيون عن شعوره وهو يسير نحو مصيره فأجاب :" تجربة ما بتالة."   
  والسلام عليكم.............
المخلص:محمود الخضر محمد عبدالله                  بورتسودان

هناك 3 تعليقات: