الجمعة، 8 يونيو 2012

ركاب البص



بسم الله الرحمن الرحيم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    
       الأخ/  الأستاذ الكبير عثمان ميرغني  
المحترم،،
سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته
الموضوع  /  ركاب البص
                   أشير إلى مقالكم بعنوان ( ركاب البص ) بتأريخ 13/5/2011
           أولا :  يبدو أن سيادتكم قلق أن يختلط على قرائك الكرام معنى لفظ الوطنيين في قولنا (الخبراء الوطنيون) وقولنا (الوطنيون) لأعضاء المؤتمر الوطني الحاكم هذا وأؤكد لسيادتكم أن قراءك أذكياء  ويفرقون بين معاني أسماء الأضداد حسب سياق الكلام كالإخلاص والوفاء والرفاء والرخاء والشفاء والهناء والأمانة والوطنية والتمكين والديموقراطية والحرية وهلمجرا..
ثانيا : يقول الدكتور مستشار الوالي بكامل قواه العقلية:_ this plan is too technical for politicians to understand."     ويقوم سيادتكم بترجمة الجملة في ثوب قشيب يضفي عليها الجمال فتترجمها كالآتي : " هده الخطة فنيا أكبر من أن يفهمها الساسة ..." والترجمة جد صحيحة في لبوس المحسنات غير إننا نحن البجاة العجم اللغة العربية ليست لغة الأم وهي اللغة الثانية وبيننا وبين البديع بون كبير وأنني كبجاوي عجمي أترجمها كما أفهمها بالعربي الواضح الفاضح كالآتي :" السياسيون بجهلون هذه الخطة الفنية.." وهي كما يفهمها أصحاب العيون الزرقاء ويفهمها الطفل الصغير...ويقول سيادتكم إن المستشار لا يقصد التقليل من عقول الساسة ووالله أن المستشار قد قلل من عقولهم وسلح عليهم ولسان حاله يقول من حيث يدري ولا يدري للوالي وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي والعرب تطلق اسم الفاعل وتقصد اسم المفعول..وأشار سيادتكم إشارات خاطفة وخزا بالإبر لاهيا برماح المفاضلة بين الإستراتيجي والتكتيكي والخلل الكبير في البنية الهيكلية وفي نفسي شيئ من حتى...
           ثالثا : يفترض سيادتكم الكرة الأرضية ( بص ) وتأخذ جميع الأمم فيه مقاعدها وتريد أن تعرف موقع مقعد السودان في " البص" ..يتحدد موقع السودان بعملية حسابية بسيطة جدا بجمع الزيايد معا والنقايص معا ونطرح الصغير من الكبير ونضع ديباجة الكبير وديباجة الكبير سالبة سلبا سحيقا ساحقا فأذن السودان يتأخر ويتقهقر وليس له مقعد في " البص " حسابا لأنه لا توجد الأشياء بالسالب.. دخلت "البص" أتحقق البيان بالعمل وبحثت عن السودان في المقاعد الخلفية فلم أجده والإمامية فلم أجده وبين ناكسي رؤوسهم عند الشماعة فلم أجده ونظرت من النافذة فرأيت السودان في الأفق البعيد كئيبا ..وصورة السودان أيا أخي عثمان سوداء قاتمة حقاقا ونحن محاصرون بهن وهن ومهددون أن نبقى أو لا نبقى ونستبين النصح غداة الغد  ..يقول الفقي المصري الذي رشح لمنصب عمرو:- إذا سلك السودان سبيل التحكيم بلاهاي يخسر حلايب وعليه يرضى بالواقع de facto  ويطالب النشردي المصري  بضم طوكر وسواكن وعطبرة إلى مصر بالحسنى أو بالقانون في لاهاي de jure  أو بالحسم العسكري de facto ويقترح البسطويسي المصري حصاد harvesting)) مياه القاش وبركة والأودية المجاورة بالأتبراوي للنيل إلى مصر ويغور الماء حينها في الشرق وتجف الأشجار وتجب الثمار ويغيب الأب والمرعى وتنفق الأنعام ويموت الإنسان حرام على بلابله الدوح حلال على الطير من كل جنس وإياك أعني إسمعي يا جارة...ومن المفارقات يمنح السودان مليون فدان لوفد حزب الوفد المصري من أرض الشمال وأهل الشمال بالغربة تعتمد الأسرة منهم على فدان واحد أو دونه ويعيشون بكسلا الكفاف بالكاد ..لماذا لا يحاكي الشماليون في الشرق أخوانهم وأصحابهم المحس وكان المحس يعيشون
 في شرق السودان وشرق السودان كان جاذبا وعند دخول العرب السودان رجعوا إلى أراضيهم خشية أن يستولى عليها العرب أم على نفسها جنت براقش..
          وقد يسألني سيادتكم عن الزيايد والنقايص التي أعتبرتها فأما الزيايد فهي :" تعبيد الطرق وتحديث الإتصالات وبناء خزان مروي وتمسك أهل الجزيرة الحافظون بأراضيهم  مثالا لأهل جزيرة  توتي وتجدد شكوى السودان بلاهاي في حلايب وأشياء أخرى ويطول الكلام ..وأما النقايص هي طيبة أهل السودان يهدون البقر الرباب في ظلال احتلال أراضيهم  ويردفونه بذات الرجع ويتقعدون وكذلك الفساد المقنن والمهمل وتهميش العباقرة والباحثين والبحوث وإهمال الجامعات وعربدة القاش وشجرة المسكيت وإسنيراد المانجيز والغرانيت والرخام من اليابان وإيطاليا وكندا المصدر إليهم من السودان وإنهاك دول الجوار لثروتنا المعدنية والسمكية في لبوس الدبلوماسية السودانية السمحة والكلام يطول..
          هذا وعلماء مصر الخبراء الباحثون يطالبون بضم أبوحمد وعطبرا وطوكر وسواكن والقاش إلى مصر وعندما يريد الطفل الصغير قتل جرادة سمينة أيا أخي عثمان لا يقول لها يريد قتلها وإنما يأتي إليها و يرفع العصا فوقها عن قرب   وينشد لها بصوت رخيم ندي :" أنا لا أريد قتلك أيتها الجرادة الحبيبة وإنما أريد قتل ذلك الجندب حواليك وقتل تلك الكتفانة والغوغاءة  والخيفانة التي تتزاحم بجنبيك وتصدقه الجرادة وتطرب فتقدم قرنا وتؤخر قرنا وترفع رجلا وتضع رجلا وتنشر جناحا وتقبض جناحا وتخفي القوارض وتلصق صدرها بالأرض وتنظر حولا وتبتسم وتستكين وتنام على نغمات النشيد الطري  فيضربها الصغير بغتة بالعصا فيقتلها ولات ساعة مندم أو مناص...
والسلام عليكم...
  
بورسودان
محمود الخضر محمد                               

هناك تعليق واحد: